للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعندهم أن من ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب مثل السرقة، الزنى، شرب الخمر، أنه يخرج من الإيمان وهذا لا يقول به أحد من أهل السنة والحمد لله.

قال الشيخ حافظ الحكمي مبينا الفرق بين مذهب أهل السنة ومذهب الوعيدية: "والفرق بين هذا ـ أي قول المعتزلة ـ وبين قول السلف الصالح: أن السلف لم يجعلوا كل الأعمال شرطا في الصحة، بل جعلوا كثيرا منها شرطا في الكمال، كما قال عمر بن عبد العزيز فيها: من استكملها استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان (١).

والمعتزلة جعلوها كلها شرطا في الصحة، والله أعلم" (٢).

فالتعبير الصحيح أن يقال: إن بعض الأعمال شرط صحة كالصلاة، وبعضها شرط كمال كبر الوالدين وصلة الرحم وترك شرب الخمر، فبعضها يزيل الإيمان وبعضها لا يزيله، أما إذا زال العمل كله فلا صلاة ولا صيام ولا زكاة، فهذا له شأن آخر، وإذا كان كثير من أهل السنة يكفرون بترك الصلاة فقط، فكيف إذا انضم إلى ترك الصلاة ترك الزكاة والصوم والحج ... ، فهذا لا شك في زوال الإيمان من قبله.


(١) صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بني الإسلام عل خمس)).
(٢) معارج القبول ٢/ ٣١.