للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

علي - رضي الله عنه - وعنهم أجمعين.

وذهب بعض السلف إلى تقديم علي على عثمان، وممن قالوا به سفيان الثوري، ويقال: إنه رجع عنه، وقال به ابن خزيمة وطائفة قبله وبعده، وقيل: لا يفضل أحدهما على الآخر، قاله مالك في (المدونة) وتبعه جماعة منهم يحيى القطان، ومن المتأخرين ابن حزم (١)

غير أن ما ذكر عن سفيان الثوري - رحمه الله - قد حكى غير واحد من العلماء رجوعه عن هذا القول، فقد قال الخطابي بعد أن ذكر قوله: - وقد ثبت عن سفيان أنه قال في آخر قوليه: (أبو بكر وعمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم -) (٢).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ( ... فإن سفيان الثوري وطائفة من أهل الكوفة رجحوا عليا على عثمان ثم رجع عن ذلك سفيان وغيره، وبعض أهل المدينة توقف في عثمان وعلي، وهي إحدى الروايتين عن مالك، لكن الرواية الأخرى عنه تقديم عثمان على علي، كما هو مذهب سائر الأئمة كالشافعي وأبي حنيفة


(١) ابن حجر، فتح الباري ٧/ ١٦.
(٢) الخطابي، معالم السنة ٤/ ٢٨٠