للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويجب الاعتقاد أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم مجتهدون في كل ما اتخذوه من مواقف، إن أصاب أحدهم فله أجران: أجر على اجتهاده وأجر على إصابته، وإن أخطأ فله أجر الاجتهاد والخطأ مغفور، ولا يقول أهل السنة والجماعة إنهم معصومون بل مجتهدون إما مصيبون وإما مخطئون لم يتعمدوا خطأ في ذلك.

والكثير مما روي من الأحاديث في مساوئهم موضوع، ومنه ما قد حرف بالزيادة فيه أو النقص وغير عن وجهه، أما الصحيح منه فهم فيه معذورون (١).

والقدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل جدا ومغفور في جانب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح. ومن نظر في تاريخهم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم به من الفضائل علم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمهم على الله عز وجل (٢)

ومن ثم لا ينبغي الإساءة إليهم بأي وجه من الوجوه. فالمسيء إليهم قال بكفره كثير من الأئمة استنادا إلى قوله تعالى: {وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (٣).


(١) حافظ حكمي، معارج القبول ج:٣، ص ١٢٠٨
(٢) المرجع السابق، ج: ٣، ص١٠٢٩
(٣) سورة الفتح الآية ٢٩