للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبغضهم من الكفر؛ فبغضهم إذا كان بغضا له كان كفرا بلا خلاف؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه (١)».

قال الإمام الذهبي - رحمه الله - وقوله صلى الله عليه وسلم: «فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم (٢)» فهذا من أجل الفضائل والمناقب لأن محبة الصحابة لكونهم صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصروه وآمنوا به وعزروه وواسوه بالأنفس والأموال فمن أحبهم فإنما أحب النبي صلى الله عليه وسلم فحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عنوان محبته وبغضهم عنوان بغضه كما جاء في الحديث الصحيح «حب الأنصار من الإيمان وبغضهم من النفاق (٣)» وما ذاك إلا لسابقتهم ومجاهدتهم أعداء الله بين يدي رسول الله. . (٤).

ومن أصول أهل السنة محبة أهل البيت وهم كل من تحرم عليهم الصدقة. . وهم آل علي وآل جعفر وآل عباس، وآل عقيل، وكذلك نساء الرسول صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين يدخلون في مسمى أهل البيت (٥).

فأهل السنة يحبونهم ويتولونهم ويحفظون


(١) رواه البخاري، كتاب الإيمان، باب ٨، وكتاب الإيمان، باب ٣، ومسلم، كتاب الإيمان باب ٦٩، ٧٠
(٢) سنن الترمذي المناقب (٣٨٦٢)، مسند أحمد (٤/ ٨٧).
(٣) صحيح البخاري الإيمان (١٧)، صحيح مسلم الإيمان (٧٤)، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (٥٠١٩)، مسند أحمد (٣/ ٢٤٩).
(٤) الكبائر للذهبي، ص ٢٣٧، دار الندوة الجديدة، بيروت، لبنان
(٥) الاعتقاد. البيهقي، ص٣٢٥