والتواصي به على مقتضى ما وصف الله تعالى به المؤمنين من التواصي بالحق والصبر والمرحمة؛ فالقرآن والسنة يدلان دلالة قاطعة على "التحذير من مشاحنتهم وإضمار الغل لهم والمحافظة على ذلك والتواصي به على مقتضى ما وصف الله تعالى به المؤمنين من التواصي بالحق والصبر والمرحمة"(١).
وبعد ما ذكر الذهبي أن حبهم إيمان وبغضهم من النفاق كما جاء ذلك في الحديث الصحيح قال: " وما ذاك إلا لسابقتهم ومجاهدتهم أعداء الله بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. .. وإنما يعرف فضائل الصحابة رضي الله عنهم من تدرب أحوالهم وسيرهم وآثارهم في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد موته من المسابقة إلى الإيمان والمجاهدة للكفار ونشر الدين، وإظهار شعائر الإسلام، وإعلاء كلمة الله ورسوله، وتعليم فرائضه وسننه، ولولاهم ما وصل إلينا من الدين أصل ولا فرع ولا علمنا من الفرائض والسنن سنة ولا فرضا، ولا علمنا من الأحاديث والأخبار شيئا، فمن طعن فيهم أو سبهم فقد خرج من الدين ومرق من ملة المسلمين؛ لأن الطعن لا يكون إلا عن اعتقاد مساويهم وإضمار الحقد
(١) القاسمي، إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات إلى المذاهب الحق من أصول التوحيد، ص ٤١٧