إلا أن أصل الاحتفال بالمولد بدعة، أما ما يقع فيه فيحكم على كل فعل أو قول بحسبه وفقا للنصوص الشرعية والقواعد المرعية.
وهذا لا يعني أن كل من يحتفل بالمولد فإنه مشرك كما زعم الرفاعي في اتهامه للشيخ ابن باز رحمه الله.
٢ - زعمه أن الشيخ يرى أن من يحتفل بالإسراء والمعراج فإنه مشرك وهذا باطل وافتراء، فإن الشيخ رحمه الله قد ألف رسالة في حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج بين فيها بدعية ذلك الاحتفال، وأيد قوله بالأدلة الشرعية الصريحة الصحيحة فلتراجع (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز - رحمه الله -، الجزء الأول ص ١٨٣ - ١٨٥). ولم يحكم على من احتفل بهذه الليلة بالشرك.
٣ - وأما زعمه بأن الشيخ رحمه الله يقول: من ذهب ليزور المسجد ليزور النبي - صلى الله عليه وسلم - فسفره معصية.
فهذا باطل أيضا، والشيخ رحمه الله له فتوى في ذلك بخصوصه حيث سئل - رحمه الله - (ما حكم السفر لزيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيره من قبور الأولياء والصالحين وغيرهم؟
فأجاب رحمه الله: لا يجوز السفر بقصد زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أو قبر غيره من الناس في أصح قولي العلماء؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى (١)» متفق عليه. والمشروع لمن أراد
(١) صحيح البخاري الجمعة (١١٨٩)، صحيح مسلم الحج (١٣٩٧)، سنن النسائي المساجد (٧٠٠)، سنن أبي داود المناسك (٢٠٣٣)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٤٠٩)، مسند أحمد (٢/ ٢٣٤)، سنن الدارمي الصلاة (١٤٢١).