للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بكلمات الله ولقائه انقسم الناس إلى فريقين: مصدق مؤمن، وجاحد منكر كافر، ومن هذا الفريق من هو شاك مرتاب، وهؤلاء (المرتابون الممترون) يمكن إسقاطهم من درجة الاعتبار اكتفاء بقول القائل:

قال المعلم والطبيب كلاهما ... لا تبعث الأجساد قلت إليكما

إن صح قولكما فلست بخاسر ... أو صح قولي فالخسار عليكما

وأما المؤمنون الموقنون باليوم الآخر، فقد لقبهم ربهم في صدر سورة البقرة بالمتقين، وفي صدر سورة لقمان بالمحسنين - وسجل لهم الفوز كل الفوز في كل من السورتين {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (١) - كما ساق لهم الهداية والبشرى ولقبهم بالمؤمنين في سورة النمل {هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} (٢) {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} (٣). وإذا فلنقصر حديثنا على فريق المكذبين بيوم الدين - أي المكذبين باليوم الآخر:

المكذبون باليوم الآخر

هؤلاء الذين كذبوا بيوم الدين يمكننا بالاستقراء والاستقصاء أن نحصرهم في ثلاث طوائف:


(١) سورة البقرة الآية ٥
(٢) سورة النمل الآية ٢
(٣) سورة النمل الآية ٣