للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجماد، فالإنسان والجماد لا يختلفان، فكتب فلان وقتل مجاز كما يقال: أثمر الشجر وتحرك الحجر.

والثواب والعقاب جبر كما أن الأفعال جبر: وإذا ثبت الجبر فالتكليف أيضا كان جبرا (١).

يقول البغدادي: (وقال - أي الجهم - لا فعل ولا عمل لأحد غير الله تعالى وإنما تنسب الأعمال إلى المخلوقين على المجاز كما يقال: زالت الشمس ودارت الرحى من غير أن تكونا فاعلتين أو مستطيعتين لما وصفتا به) (٢).

ويقول الشهرستاني - وهو يعدد آراء الجهم بن صفوان -: ( ... ومنها قوله في القدرة الحادثة: إن الإنسان ليس يقدر على شيء، ولا يوصف بالاستطاعة وإنما هو مجبور في أفعاله، لا قدرة له ولا إرادة ولا اختيار، وإنما يخلق الله تعالى الأفعال فيه على حسب ما يخلق في سائر الجمادات، وينسب إليه الأفعال مجازا، كما ينسب إلى الجمادات، كما يقال: أثمرت الشجرة وجرى الماء ... إلى غير ذلك، والثواب والعقاب جبر كما أن الأفعال جبر، وإذا ثبت الجبر فالتكليف أيضا جبر) (٣).

ج - شبهاتهم والردود عليها:

عرفنا أن الجبرية أثبتوا مشيئة الله العامة، وخلقه الشامل، ونفوا


(١) انظر: التبصير في الدين (١٠٧)، والفصل (٣/ ٢٢)، والملل والنحل (١/ ١١٠ - ١١١)
(٢) الفرق بين الفرق ص (٢١١)
(٣) الملل والنحل (١/ ١١٠ - ١١١)