في الوفاء بالحقوق من أعظم الأضرار على المجتمعات الإنسانية، فلا يكاد يوجد المطل في أداء الحقوق والواجبات في مجتمع إلا وتكثر الحيل، ويفشو الخداع والمكر ويتفاقم المين والكذب كما قال - صلى الله عليه وسلم - حينما سئل ما أكثر ما تستعيذ من المغرم يا رسول الله؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: «إن الرجل إذا غرم حدث فكذب، ووعد فأخلف (١)».
ولا يمكن أن يتوصل إلى الحلول الناجعة، والتنظيمات الرادعة، قبل معرفة أسباب المطل ومظاهره، وصوره في أداء الحقوق، فهذا هو هدف الدراسة في هذا الموضوع.
أولا: أسباب اختيار الموضوع:
١ - هو انتشار ظاهرة المماطلة والتسويف في الوفاء بالحقوق لدرجة أنك لا تكاد تجد إلا القلة من الناس الذين يقومون بإقراض الناس القرض الحسن لأنهم مع إحسانهم للغير، لا يستطيعون رد حقوقهم إلا بالمشقة والعنت.
٢ - الإحصاءات الرسمية في كثرة الشيكات المرتجعة، والتي لا يوجد لها رصيد لأداء الحقوق، يظهر مدى كثرة المماطلات، وضرورة الاهتمام بمعالجة هذه القضية الخطيرة، بمعرفة أسبابها ومظاهرها وصورها وأضرارها.
٣ - تهاون بعض الناس بسرعة أداء الحقوق، واستثمار أموال
(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأذان باب الدعاء قبل السلام برقم ٨٣٣.