للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسلمين، وارتضى لنا هذا الاسم، وهو الذي سمى به الموحدين من عباده على لسان خليله إبراهيم عليه السلام {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} (١)، نحن شهداء على الناس بما نحمله من هذه الشريعة العادلة الصالحة المصلحة.

يا أيها المسلمون إن كل شعارات ترفع، وكل نداءات تعلن خالية عن الإسلام فهي باطلة، إن عالمنا اليوم يزخر بألوان من الشعارات الحزبية والعصبية القومية البغيضة، إننا أمة أعزنا الله بالإسلام، جمع الله به شتاتنا، ووحد به صفوفنا، وألف به بين قلوبنا، فمتى ابتغينا الهدى من غيره أذلنا الله، اختصم مهاجري وأنصاري في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فنادى المهاجري: يا للمهاجرين. ونادى الأنصاري: يا للأنصار. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم (٢)».

ليس في ديننا عصبية لقومية عربية ولا فارسية ولا تركية ولا لأي فئة كائنة ما كانت، إنما هو الإسلام دين الوحدة {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} (٣).


(١) سورة الحج الآية ٧٨
(٢) البخاري: كتاب التفسير، باب قوله تعالى: (سواء عليهم أستغفرت لهم)، حديث رقم ٤٩٠٥، مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب: نصر الأخ ظالما أو مظلوما، حديث رقم ٢٥٨٤.
(٣) سورة المؤمنون الآية ٥٢