للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورسله، أرسله بالهدى ودين الحق بشيرا ونذيرا وإليه داعيا، وكان الله له حفيظا وعليه وكيلا وله ناصرا، دين أكمله الله وارتضاه وأتمه، دين جمع الفضائل: العدل، والرحمة، والفضل، والإحسان، دين أراد الله إكماله وبقاءه وتكفل الله بنصر من ينصره {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} (١).

لقد ابتلي المؤمنون بمصائب عظيمة تمحيصا لما في قلوبهم {وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ} (٢)، فمن وفقه الله وقبل هذا الدين ثبت ورسخت قدمه، فما يزيده إرجاف المرجفين إلا إيمانا وتصديقا، ولا كيد الكائدين إلا إيمانا ورسوخا، عرضت عليهم الدنيا بزخارفها، فأبوا إلا الثبات على الدين، داهنهم الكفار والمشركون فأبوا إلا أن يكون ولاؤهم لهذا الدين، فقاتلوهم وآذوهم في أنفسهم وأهليهم وأموالهم فصبروا وصابروا حتى كانت العاقبة لهم.

ألا تنظرون ماذا حل بالمسلمين، أصبنا في ديننا، أصيب المسلمون في دينهم، أصيبوا في بلادهم، أصيبوا في خيراتهم، أصيبوا في حرماتهم، أصيبوا بتكالب الأعداء عليهم، ولا ناصر إلا الله {وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} (٣).


(١) سورة الحج الآية ٤٠
(٢) سورة آل عمران الآية ١٥٤
(٣) سورة الفرقان الآية ٣١