للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأنتم مشغولون بأنفسكم، جمع الله شملكم، ووحد كلمتكم، وأذل أعداءكم إنه على كل شيء قدير.

أمه الإسلام، إن من نعم الله على المسلمين وجود هذه القيادة الصالحة المصلحة المتواصية بالحق وبالخير في سبيل خدمة الحرمين وإكرام ضيوف الرحمن، قاد هذه المسيرة الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل غفر الله له وأسكنه فسيح جنته، وتعاقب بعده أبناؤه الملوك، فما من واحد إلا وله لمسات خير في هذه المشاعر، فمضى الملك سعود وفيصل وخالد وفهد رحم الله الجميع وأسكنهم فسيح جنته، وهذا دور إمامنا عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين يكمل المسيرة إن شاء الله بالنمو والخير والبذل والعطاء، وتهيئة الحرمين وتوسعتهما وكل أمر فيه خدمة هؤلاء الحجيج، فقادة هذا البلد خططوا ونظموا وأقاموا المراكز المختصة بخدمة الحجيج فجزاهم الله عما قدموا خيرا، شقوا الطرق بين المشاعر وهيؤوها لكل قادم، فجزاهم الله عما ما بذلوا خيرا ووفقهم لما يحبه ويرضاه.

أيها المسلمون تدبروا كتاب الله ففيه الهدى، وأكثروا من تلاوته ففيه الخشوع وحضور القلب، أكثروا من تلاوته، لقد هدانا القرآن لأمر أكيد وهو أن الموت مصير كل حي {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} (١) {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} (٢)، هدانا لأن


(١) سورة الزمر الآية ٣٠
(٢) سورة الزمر الآية ٣١