للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه وسلم حجة الوداع، عام عشر، تلك الحجة التي وافقت يوم الجمعة؛ يوم استدار الزمان كهيئته يوم خلق السماوات والأرض.

فيوم الجمعة هو أفضل أيام الأسبوع، يوم خلق الله فيه آدم وأسكنه الجنة وأخرجه منها، ويوم تقوم فيه الساعة، فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله من فضله إلا أعطاه، أضل الله عنه اليهود والنصارى، وهدانا لهذا اليوم العظيم، فالحمد لله إذ وافق حجتنا حجة محمد صلى الله عليه وسلم.

قفوا بعرفة إلى الغروب، وبيتوا معظم الليل بمزدلفة، وإن بقيتم إلى الفجر فأفضل، ارموا يوم العيد جمرة العقبة، واحلقوا أو قصروا، والحلق أفضل، وقد حل لكم كل شيء إلا النساء، طوفوا بالبيت، وبالصفا والمروة إن لم تكونوا سعيتم من قبل أو كنتم متمتعين، وبذلك تتحللون التحلل الكامل، ودعوا بيت الله الحرام وكونوا متخلقين بالحلم والصبر، إن الحج جهاد في سبيل الله كما قالت عائشة: «يا رسول الله، على النساء جهاد؟ قال: نعم، عليهن جهاد لا قتال فيه: حج مبرور (١)»، فما أصابك من أي شيء فتحمل واصبر، فإن ذاك جهاد في سبيل الله.


(١) البخاري كتاب الجهاد والسير، باب فضل الجهاد والسير، حديث رقم ٢٧٨٤.