للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عباد الله في هذا اليوم ينزل الله إلى سمائه الدنيا فيباهي بأهل الموقف أهل السماء، ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من هذا اليوم، إن خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قال النبي والأنبياء قبله يوم عرفة: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، يقول صلى الله عليه وسلم: «ما رئي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة، وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما أري يوم بدر (١)»، فأخلصوا لله الدعاء، وتوجهوا بقلوبكم إلى ربكم وارفعوا أكف الضراعة إليه، سلوه الثبات على الإسلام، سلوه الاستقامة، سلوه للمسلمين جمع الكلمة، سلوه أن يوحد الله صفوفهم ويكفيهم شر من أرادهم بشر، إنه على كل شيء قدير.

ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم، ربنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحان ربنا رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

أعاده الله علي وعليكم وعلى إمامنا بالخير واليمن والبركة، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


(١) موطأ مالك كتاب الحج، باب جامع الحج، حديث رقم ٩٦٢.