للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الافتتاحية

عضل البنات

لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

فإن الله تبارك وتعالى قد بعث رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين فجاء بالهدى ودين الحق ودعا الناس إلى مكارم الأخلاق ومعالي الأمور، ورغب في الخير والتعاطف والتراحم والصلة بين الأقارب والأرحام.

ومن الأمور التي حث عليها الإسلام ورغب فيها الزواج؛ فقد ورد الأمر بذلك في العديد من آيات الكتاب الكريم والأحاديث النبوية الشريفة فمن ذلك قوله تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} (١) وقال تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (٢).

فذكر تعالى في الآية الأخيرة أن الفقر ليس عيبا يحول دون تزويج الصالح، ووعد في آخر الآية بالتوسعة على أولئك الفقراء وهذه بشرى عظيمة من الله وترغيبا لمن يحجم عن تزويج الفقيرة بسبب فقره؛ فبين تعالى أنه سيغنيهم من فضله فهو واسع الفضل عليم بأحوال عباده مطلع


(١) سورة النساء الآية ٣
(٢) سورة النور الآية ٣٢