وأما الدليل على فضل الصلاة فيه، فما أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، وصلاة في مسجدي بألف صلاة، وفي بيت المقدس خمسمائة صلاة (١)».
ثانيا: اختلف في من بنى المسجد الأقصى، فقيل: نبي الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم وهو أشبه، وقيل: سليمان، والصحيح أن بناء سليمان تجديد لا تأسيس؛ لأن بينه وبين إبراهيم أزمانا كثيرة أكثر من أربعين؛ كما ذكر ذلك الحافظ ابن كثير رحمه الله، وقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: «قلت: يا رسول الله، أي مسجد وضع في أرض أولا؟ قال: المسجد الحرام، قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم بينهما؟ قال:
(١) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ٨/ ٨٠، ٨١. وأخرج البخاري ٢/ ٧٦ كتاب مسجد مكة باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة، ومسلم ٢/ ١٠١٢ كتاب الحج باب فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة - حديث: " صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ". وأخرج أحمد ٣/ ٣٤٣ وابن ماجه ١/ ٤٥١ كتاب إقامة الصلاة، باب ما جاء في فضل الصلاة في المسجد الحرام حديث: " صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه ". وأخرج أحمد ٢/ ٢٧٨ حديث: " صلاة في مسجدي خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الأقصى ".