للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما ابن الجوزي (٥٠٨ - ٥٩٧ هـ) في تفسيره، فقد قال عندما مر بهذه الآية {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} (١) فيه قولان: أحدهما أنه عبد الله بن سلام: رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال الحسن ومجاهد، وقتادة وابن زيد والضحاك.

والثاني: أنه موسى عليه السلام قاله الشعبي ومسروق، فعلى القول الأول، يكون المثل صلة، فيكون المعنى، وشهد شاهد من بني إسرائيل عليه، أي على أنه من عند الله {فَآمَنَ} (٢) الشاهد، وهو ابن سلام، {وَاسْتَكْبَرْتُمْ} (٣) يا معشر اليهود.

وعلى الثاني: يكون المعنى: وشهد شاهد هو موسى على التوراة، التي هي مثل القرآن أنها من عند الله، كما شهد محمد على القرآن أنه كلام الله {فَآمَنَ} (٤) من آمن بموسى والتوراة {وَاسْتَكْبَرْتُمْ} (٥)، أنتم يا معشر العرب، أن تؤمنوا بمحمد والقرآن.

وكتب التفسير كلها لم تخرج عن هذين الرأيين، إلا أن الترجيح، في دلالة الآية الكريمة، على عبد الله بن سلام، الذي زكاه الله سبحانه في القرآن الكريم، وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة في موضعين من السنة: وبين فضله (٦).


(١) سورة الأحقاف الآية ١٠
(٢) سورة الأحقاف الآية ١٠
(٣) سورة الأحقاف الآية ١٠
(٤) سورة الأحقاف الآية ١٠
(٥) سورة الأحقاف الآية ١٠
(٦) ينظر جامع الأصول لابن الأثير في فضائل عبد الله بن سلام ج ٩ ص ٨١ - ٨٥.