شاب منهم، فقرأ كأسرع قارئ، فلما بلغ إلى مكان منه، نظر إلى أصحابه، كالرجل يؤذن صاحبه بالشيء، ثم جمع يديه فقال: يه ... فنبذه، فقال كعب: آه وأخذه، فوضعه في حجره، فقرأ ... فأتى على آية منه، فخروا سجدا، وبقي الشيخ يبكي.
قيل: ما يبكيك؟ قال: وما لي لا أبكي، رجل عمل في الضلالة كذا وكذا سنة، ولم أعرف الإسلام حتى كان اليوم.
قال مطرف بن مالك وكان معهم في السوس: فبدا لي أن آتي بيت المقدس، فبينما أنا في الطريق، إذا أنا براكب، شبهته بذلك الأجير النصراني، فقلت: نعيم؟ قال: نعم. قلت: ما فعلت بنصرانيتك؟ قال: تحنفت بعدك - أي دخلت الحنيفية وهي الإسلام.
ثم أتينا الشام (دمشق) فلقيت كعبا الحبر، ثم انطلقنا ثلاثتنا حتى أتينا أبا الدرداء، فقالت أم الدرداء لكعب: ألا تعينني على أخيك؟ يقوم الليل، ويصوم النهار، قال: فجعل لها من كل ثلاث ليال ليلة.
ثم أتينا بيت المقدس، فسمعت يهود بنعيم وكعب، فاجتمعوا فقال: كعب: هذا كتاب قديم وإنه بلغتكم، فاقرءوه.
فقرأه قارئهم، حتى أتي على ذلك المكان {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(١)،