للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال وهب: وما لي لا أغضب، وقد غضب الذي خلق الأحلام، إن الله تبارك وتقدس يقول: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} (١) يقول: أغضبونا.

وقيل له: كيف ترى الرؤيا تحدثنا بها، فلا تلبث أن نراها، كما رأيت. قال: هيهات، ذهب ذلك عني منذ وليت القضاء (٢).

وأورد الذهبي (٦٧٣ - ٧٤٨) نبذة عن سيرته، استقاها من (٢٥) مصدرا، ومن ذلك قوله: عن عبد الرزاق عن أبيه عن وهب، قال: يقولون: عبد الله بن سلام، كان أعلم أهل زمانه، وإن كعبا أعلم أهل زمانه، أفرأيت من جمع علمهما، أهو أعلم أم هما؟

وعن كثير أنه سار مع وهب، فباتوا بصعدة عند رجل، فخرجت بنت الرجل، فرأت مصباحا، فاطلع صاحب المنزل، فنظر إليه صافا قدميه في ضياء كأنه بياض الشمس فقال الرجل: رأيتك البارحة، في هيئة وأخبره، فقال: اكتم ما رأيت.

وعن عباد بن كعب قال: حدث المثنى بن الصباح قال: لبث وهب بن منبه، أربعين سنة، لم يسب شيئا فيه الروح، ولبث عشرين سنة، لم يجعل بين العشاء والصبح وضوءا، وقال: قال وهب: لقد قرأت ثلاثين كتابا نزلت على ثلاثين نبيا.


(١) سورة الزخرف الآية ٥٥
(٢) مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر لابن منظور ج ٢٦ ص ٣٨٧ - ٣٨٨.