للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الاستعمال الشرعي:

ينبغي أن تستحضر هذه المعاني اللغوية السابقة للوسطية عند محاولة تحديد المراد من المصطلح، ونجد أن الوسطية أو الوسط كما جاء في الكتاب والسنة يدور حول المعنيين اللغويين السابقين (العدل والخيار) ففي القرآن: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} (١).

وفى السنة: ما جاء في الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يجيء نوح وأمته فيقول الله تعالى هل بلغت؟ فيقول نعم أي رب، فيقول لأمته هل بلغكم؟ فيقولون لا، ما جاءنا من نبي، فيقول لنوح من يشهد لك؟ فيقول محمد صلى الله عليه وسلم وأمته، فنشهد أنه قد بلغ، وهو قوله جل ذكره والوسط العدل (٣)».

والشاهد؛ قوله صلى الله عليه وسلم: «والوسط العدل (٤)»، وقد بين الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في الفتح أن هذا الجزء من الحديث من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وليس مدرجا كما توهم البعض (٥).


(١) سورة البقرة الآية ١٤٣
(٢) البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله: (لقد أرسلنا نوحا إلى قومه) رقم (٣٣٣٩).
(٣) سورة البقرة الآية ١٤٣ (٢) {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}
(٤) البخاري أحاديث الأنبياء (٣١٦١)، الترمذي تفسير القرآن (٢٩٦١)، أحمد (٣/ ٥٨).
(٥) انظر: (فتح الباري) لابن حجر (٨/ ١٧٢).