للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثالثا: أخذها - رضي الله عنها - بالتأويل في الآيات والأحاديث:

أ - تأويل الآيات:

هناك آيات في القرآن ليست ظاهرة الدلالة على الحكم المأخوذ منها، وإنما تشير إلى ذلك الحكم إشارة، فأم المؤمنين - رضي الله عنها - لها في الأخذ بتلك الآيات طريقان:

١ - التأويل:

تئول أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - الآيات تأويلا خاصا - قد توافق غيرها على ذلك، وقد تختلف عنه.

ومن ذلك أنها ترى أن المعتدة للوفاة لا يجب عليها أن تعتد في بيت زوجها، وإنما يجوز لها الانتقال إلى غيره من البيوت وترى أن قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} (١).

فهذه الآية قد حددت الزمان فقط، ولم تحدد المكان، فيجوز للمعتدة الاعتداد في غير بيت زوجها (٢).

٢ - التعليل:

قد يحتاج الحكم المأخوذ من بعض الآيات إلى تعليل ذلك الحكم، وذلك لعدم ظهور الدلالة عليه في الآيات.


(١) سورة البقرة الآية ٢٣٤
(٢) انظر: مصنف عبد الرازق (٧/ ٢٩)، مصنف ابن أبي شيبة (٥/ ١٨٣).