للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعالى عنها العبادات، فلم يأمرها بالصلاة، ولا بالصوم، ولا بغيرهما من العبادات التي تشترط لها الطهارة، كذلك حرم الله على الرجل وطأها وقد كان الناس قبل الإسلام؛ سواء كانوا يهودا أو مشركين، يعتبرون المرأة في فترة الحيض نجسة، فلا يضاجعونها، ولا يقبلون منها الخدمة في البيت، فجاء الإسلام بتعاليمه السمحة، فأزال تلك النظرة السيئة، وأباح للرجل أن يتعامل مع زوجته كما كان قبل الحيض إلا الوطء فإنه محرم عليه. عند ذلك اختلف السلف والخلف في كيفية الاستمتاع بالمرأة الحائض (١).

اتفق السلف والخلف على أن للرجل الاستمتاع بزوجته الحائض بما فوق الإزار (٢) لكن اختلفوا بما تحت الإزار والاستمتاع به (٣).

فذهبت عائشة - رضي الله عنها - إلى أنه يجوز للرجل أن يستمتع بزوجته الحائض بكل شيء دون الفرج (٤).

الأدلة:

استدلت السيدة عائشة - رضي الله عنها - لما ذهبت إليه بما يلي:

١ - قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (٥).


(١) انظر: موسوعة فقه أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - (ص/ ٧١٠)
(٢) انظر: المجموع شرح المهذب (٢/ ٣٦٤)، المغني لابن قدامة (١/ ٣٥٠)
(٣) انظر: مصنف عبد الرازق (١٠/ ٣٢٧)
(٤) انظر: تفسير الماوردي (١/ ٢٣٦)
(٥) سورة البقرة الآية ٢٢٢