للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما من أحب أن يحمد بما فعل من الخير فلا يدخل في العذاب لأنه قد جاء في الحديث «أن ثابت بن قيس (٢)».

فعلى هذا وعلى مفهوم الآية فإن من أحب أن يحمد ويثنى عليه بما فعله من الخير واتباع الحق إذا لم يكن قصده بذلك الرياء والسمعة أنه غير مذموم، بل هذا من الأمور المطلوبة التي أخبر الله تعالى أنه يجزي بها المحسنين في الأعمال والأقوال، وأنه تعالى جازى بها صفوة خلقه من الأنبياء بل وسألوها منه، كما قال إبراهيم عليه السلام:


(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ ٢٣٤، وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وقال الحافظ في الفتح: إسناده قوي لكنه مرسل كما قال الحافظ في الفتح ٦/ ٦٢١، وعزاه ابن كثير في تفسيره ١/ ٤٤٦ إلى ابن مرد ويه
(٢) (١) قال: " يا رسول الله! والله لقد خشيت أن أكون هلكت، قال: لم؟ قال: نهى الله المرء أن يحب أن يحمد بما لم يفعل وأجدني أحب الحمد، ونهى الله عن الخيلاء، وأجدني أحب الجمال، ونهى الله أن نرفع أصواتنا فوق صوتك، وأنا امرؤ جهير الصوت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة، فقال: بلى يا رسول الله، فعاش حميدا وقتل شهيدا يوم مسيلمة الكذاب