للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١ - أن المنفق ماله في سبيل الله، إنما يبتغي وجه الله، وطلب ما عنده، " فلا وجه لمن المنفق على من أنفق عليه ولا إيذائه بسبب إنفاقه، لأنه لا يدله قبله، ولا صنيعة يستحق بها إن لم يكافئه عليها المن والأذى. إذ كانت نفقته ما أنفق عليه احتسابا، وابتغاء ثواب الله، وطلب مرضاته، وعلى الله مثوبته دون من أنفق ذلك عليه " (١) فإذا كان الله تعالى قد تولى ثوابه، ورد عليه أضعاف ما أعطى فأي حق بقي للمان عند الآخذ (٢).

٢ - أن في المنة إيذاء للمسلم وإدخال الحزن إلى قلبه، وهذا مما نهى الله عنه، وكان من أعظم الصدقة إدخال السرور على قلب المسلم، (ففي المنة تعيير وتكدير، إذ آخذ الصدقة منكسر القلب لأجل حاجته إلى غيره، معترف له باليد العليا، فإذا أضاف المعطي إلى ذلك إظهار إنعامه تعديدا عليه، أو ترفعا، أو طلبا لمقابلته عليه بخدمة أو شكره زاد ذلك في مضرة الآخذ وانكسار قلبه، وإلحاق العار والنقص به، وهذه قبائح عظيمة) (٣).

٣ – أن المنة في الغالب تقع ممن به شعور بالنقص كالبخيل


(١) تفسير الطبري ٤/ ٦٥٥
(٢) طريق الهجرتين، ابن القيم ٣٦٦
(٣) الزواجر، الهيتمي ١/ ١٨٨