مظلة:(افعل ولا حرج)، وفي غير الزمان والمكان والأفعال التي وردت فيها هذه الكلمة النبوية. هل قال الرسول صلى الله عليه وسلم لمن انصرف من عرفة قبل الغروب:(افعل ولا حرج)، هل قالها لمن يرمي قبل الزوال في أيام التشريق، هل قالها لمن وقف بنمرة ووادي عرنة ولم يقف بعرفة منتصف الليل، هل قالها لمن لم يبت في مزدلفة في ليلتها، ومنى ليالي أيام التشريق، وهو يقدر على المبيت في مزدلفة، وفي منى هل قالها لمن طاف بالبيت من غير طهارة، إنه لا بد أن توضع الأمور في مواضعها، والأدلة في أماكنها، ولا بد أن يبين الإطلاق والإجمال كما قال العلامة ابن القيم:
فعليك بالتفصيل والتمييز فالـ ... إطلاق والإجمال دون بيان
قد أفسدا هذا الوجود وخبطا الـ ... أذهان والآراء كل زمان
ولا ننس أن الحج جهاد، والجهاد لا بد فيه من مشقة وليس هو رحلة ترفيهية، وقد وسع الله الزمان والمكان لأداء المناسك، أما المكان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرفة: «وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف وارفعوا عن بطن عرنة، وقال في مزد لفة: وقفت هاهنا وجمع كلها موقف (١)». وطاف صلى الله عليه وسلم بالبيت ماشيا
(١) أخرجه مسلم في كتاب الحج باب ما جاء في أن عرفة كلها موقف برقم ١٢١٨.