للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حكم عباد الأوثان، وحكم الملحدين الكافرين بالله خالدا مخلدا في النار أم لا؟ وتقول إنها قرأت أن عصاة الموحدين يخرجون من النار، نقول يا أختي أما عصاة الموحدين مرتكبو الكبائر فإنه إن تابوا إلى الله قبل الله توبتهم وإن لقوا الله بلا توبة فإن الله جل وعلا إن شاء عذبهم على قدر معاصيهم وإن شاء غفر لهم والله غفور رحيم: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (١)، لكن تارك الصلاة هذا له شأن آخر، فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام وقد اختلف العلماء في حكم تارك الصلاة أعني من تركها عامدا مع إقراره بوجوبها هل يكون هذا الترك كفرا ينقل عن الملة أم لا؟ أما كون تارك الصلاة يوصف بالكفر، هذا لا إشكال فيه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر (٢)»، وقال صلى الله عليه وسلم: «بين العبد وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة (٣)» لكن هل هذا الكفر كفر ينقل عن الملة ويخرج عن الإسلام أم لا؟ أجمع المسلمون على أن من أنكر أو جحد وجوب الصلاة فإنه يكفر الكفر الأكبر؛ لكن من أقر بوجوبها مع تركه لها فإن هناك خلافا بين العلماء في الحكم عليه، فمنهم من حكم عليه بالكفر الأكبر، وأخرجه بهذا من الإسلام، وقال إن النصوص أطلقت عليه الكفر في مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر (٤)» وقول عمر رضي الله عنه: (ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة) والله جل وعلا جعل من صفات سكان النار عدم أداء الصلاة: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} (٥)


(١) سورة النساء الآية ٤٨
(٢) الترمذي الإيمان (٢٦٢١)، النسائي الصلاة (٤٦٣)، ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٠٧٩)، أحمد (٥/ ٣٤٦).
(٣) مسلم الإيمان (٨٢)، الترمذي الإيمان (٢٦١٨)، أبو داود السنة (٤٦٧٨)، ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٠٧٨)، أحمد (٣/ ٣٨٩)، الدارمي الصلاة (١٢٣٣).
(٤) الترمذي الإيمان (٢٦٢١)، النسائي الصلاة (٤٦٣)، ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٠٧٩)، أحمد (٥/ ٣٤٦).
(٥) سورة المدثر الآية ٤٢