للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيما أحب أو كره إلا أن يؤمر بمعصية (١)» وقال صلى الله عليه وسلم: «من خلع يدا من الطاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له (٢)».

الأساس الرابع: البراءة من المشركين، وبه تمييز جماعة أهل التوحيد عن مخالفيهم، وتعيين منهجهم وخصوصيتهم والحد الفاصل بينهم وبين من يضادهم، وإبراز موضع الموالاة والمعاداة لهم، والبراءة من المشركين صنو التوحيد وهي رأس في منهجه قال الله: {قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} (٣) فهذان هما ركنا التوحيد الذي يقوم عليهما: العبودية لله وحده، والبراءة ممن يعبد غيره.

وقد كثر في كتاب الله التأكيد على هذا الأساس من وجوه يطول حصرها، منها أن الله جزم النهي عن موالاتهم فقال: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ} (٤) ونحوها من الآيات، ومنها أن الله نهى عن مجرد مداهنة المشركين أو الركون إليهم ولو شيئا قليلا، قال سبحانه: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} (٥) وقال: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} (٦)


(١) متفق عليه، البخاري مع الفتح ١٣/ ١٢١ ح٧١٤٤، مسلم ٤/ ١٤٦٩ ح١٨٣٩.
(٢) مسلم ٤/ ١٤٧٨ ح١٨٥١.
(٣) سورة الأنعام الآية ١٩
(٤) سورة آل عمران الآية ٢٨
(٥) سورة القلم الآية ٩
(٦) سورة الإسراء الآية ٧٤