للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإذا لم يكن هناك في المسألة حديث صحيح فإنه كان يفتي بما صح عن الصحابة والسلف الصالح، وإليك بعض الأمثلة على ذلك:

(أ) سئل سماحته عن حكم حمل الإمام المصحف ليقرأ فيه؟ (١)

فأجاب – رحمه الله -: لا بأس بهذا – على الراجح –، وفيه خلاف بين أهل العلم، لكن الصحيح أنه لا حرج أن يقرأ من الصحف إذا كان لم يحفظ، أو كان حفظه ضعيفا وقراءته من المصحف أنفع للناس وأنفع له فلا بأس بذلك. وقد ذكر البخاري رحمه الله تعليقا في صحيحه (٢) عن عائشة – رضي الله عنها – أنه كان مولاها ذكوان يصلي بها في الليل من المصحف.

والأصل جواز هذا ولكن أثر عائشة يؤيد ذلك أما إذا تيسر الحافظ فهو أولى لأنه أجمع للقلب وأقل للعبث لأن حمل المصحف يحتاج إلى وضع ورفع وتفتيش الصفحات فيصار إليه عند الحاجة وإذا استغنى عنه فهو أفضل.

(ب) وسئل سماحته عن حكم تغيير المكان لأداء السنة بعد الصلاة؟ (٣)


(١) «مجموع فتاوى ومقالات متنوعة» (١١/ ٣٣٩).
(٢) كتاب الأذان، باب إمامة العبد والمولى، قال: وكانت عائشة يؤمها عبدها ذكوان من المصحف.
(٣) «مجموع فتاوى ومقالات متنوعة» (١١/ ٣٧٨).