للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها الحديث الصحيح أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال لعائشة – رضي الله عنها -: «لولا أن قومك حديثو عهد بكفر لهدمت الكعبة وأقمتها على قواعد إبراهيم (١)» الحديث، متفق عليه.

وبهذا يعلم أن الكلام في الظهور في التلفاز للدعوة إلى الله – سبحانه – ونشر الحق، يختلف بحسب ما أعطى الله الناس من العلم والإدراك، والبصيرة والنظر في العواقب، فمن شرح الله صدره واتسع علمه، ورأى أن يظهر في التلفاز لنشر الحق وتبليغ رسالات الله فلا حرج عليه في ذلك، وله أجره وثوابه عند الله – سبحانه –، ومن اشتبه عليه الأمر، ولم ينشرح صدره لذلك، فنرجو أن يكون معذورا؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك (٢)»، وقوله – صلى الله عليه وسلم -: «البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب ... (٣)» الحديث.


(١) أخرجه البخاري في كتاب العلم، باب من ترك بعض الاختيار، مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه، فيقعوا في أشد منه، برقم (١٢٦)، ومسلم في كتاب الحج باب نقض الكعبة وبنائها، برقم (١٣٣٣).
(٢) أخرجه أحمد (١/ ٢٠٠)، برقم (١٧٢٣، ١٧٢٧)، والترمذي في كتاب صفة القيامة، برقم (٢٥١٨)، والنسائي في كتاب الأشربة، باب في الحث على ترك الشبهات، برقم (٥٧١١).
(٣) أخرجه بهذا اللفظ الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١٠/ ٢٩٤)، وأخرجه بنحوه أحمد (٤/ ٢٢٨) برقم (١٨١٦٤) من حديث وابصة بن معين – رضي الله عنه.