للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم قال – رحمه الله -: وهكذا بقية الطوائف، نأخذ ما معهم من الحق، ونقر لهم به، ونرد عليهم باطلهم بالأدلة النقلية والعقلية.

وإليك ذكر بعض المواضع التي فيها التحذير من الآراء المخالفة للعقيدة الصحيحة والرد عليها:

(أ) سئل عن حكم التوسل بالنبي – صلى الله عليه وسلم:

فأجاب – رحمه الله -: التوسل بالنبي – صلى الله عليه وسلم – فيه تفصيل، فإن كان ذلك باتباعه ومحبته وطاعة أوامره وترك نواهيه والإخلاص لله في العبادة، فهذا هو الإسلام، وهو دين الله الذي بعث به أنبياءه، وهو الواجب على كل مكلف .. وهو الوسيلة للسعادة في الدنيا والآخرة، أما التوسل بدعائه والاستغاثة به وطلبه النصر على الأعداء والشفاء للمرضى – فهذا هو الشرك الأكبر، وهو دين أبي جهل وأشباهه من عبدة الأوثان، وهكذا فعل ذلك مع غيره من الأنبياء والأولياء أو الجن أو الملائكة أو الأشجار أو الأحجار أو الأصنام.

وهناك نوع ثالث يسمى التوسل وهو التوسل بجاهه – صلى الله عليه وسلم – أو بحقه أو بذاته مثل أن يقول الإنسان: أسألك يا الله بنبيك، أو جاه نبيك، أو حق نبيك، أو جاه الأنبياء، أو حق الأنبياء، أو جاه الأولياء والصالحين وأمثال ذلك؛ فهذا بدعة ومن وسائل الشرك، ولا يجوز فعله معه – صلى الله عليه وسلم – ولا مع غيره؛ لأن الله – سبحانه وتعالى – لم يشرع ذلك، والعبادات توقيفية لا يجوز منها إلا ما دل عليه الشرع المطهر.