للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ب) سئل عن حكم من يقول إن الأولياء والصالحين ينفعون (١):

فأجاب – رحمه الله -: ننصح الجميع بأن يتقوا الله – عز وجل – ويعلموا أن السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة في عبادة الله وحده واتباع النبي – صلى الله عليه وسلم – والسير على منهاجه فهو سيد الأولياء، وأفضل الأولياء، فالرسل والأنبياء هم أفضل الناس وهم أفضل الأولياء والصالحين، ثم يليهم بعد ذلك في الفضل أصحاب الأنبياء – رضي الله عنهم – ومن بعدهم، وأفضل هذه الأمة أصحاب نبينا – صلى الله عليه وسلم –، ثم من بعدهم سائر المؤمنين على اختلاف درجاتهم ومراتبهم في التقوى. فالأولياء هم أهل الصلاح والاستقامة على طاعة الله ورسوله، وعلى رأس الأولياء نبينا محمد بن عبد الله – عليه الصلاة والسلام –، ثم أصحابه – رضي الله عنهم –، ثم الأمثل فالأمثل في التقوى والإيمان كما تقدم. وحبهم في الله والتأسي بهم في الخير وعمل الصالحات أمر مطلوب ولكن لا يجوز التعلق بهم وعبادتهم من دون الله، ولا دعاؤهم مع الله، ولا أن يستعان بهم أو يطلب منهم المدد؛ كأن يقول: يا رسول الله، أغثني، أو يا علي أغثني، أو يا الحسن أغثني وانصرني، أو يا سيدي الحسين، أو يا شيخ عبد القادر أو غيرهم، كل ذلك لا يجوز؛ لأن العبادة حق الله وحده، كما قال – عز وجل -: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (٢)، وقال تعالى:


(١) المصدر السابق (٥/ ٣٥٩ - ٣٣٦١).
(٢) سورة البقرة الآية ٢١