للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رحمه الله – وبناء على ذلك: فالذي صام من موظفي السفارة في الباكستان مع الباكستانيين أقرب إلى إصابة الحق ممن صام مع السعودية، لتباعد ما بين البلدين، ولاختلاف المطالع فيهما، ولا شك أن صوم المسلمين جميعا برؤية الهلال أو إكمال العدة في أي بلد من بلادهم هو الموافق لظاهر الأدلة الشرعية، ولكن إذا لم يتيسر ذلك فالأقرب هو ما ذكرنا آنفا، والله – سبحانه – ولي التوفيق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

(ب) وسئل حول الخلاف بين الدعاة العاملين في حقل الدعوة (١):

فأجاب – رحمه الله -: الذي أوصي به جميع إخواني من أهل العلم والدعوة إلى الله – عز وجل – هو: تحري الأسلوب الحسن والرفق في الدعوة وفي مسائل الخلاف عند المناظرة والمذاكرة في ذلك وأن لا تحمله الغيرة والحدة على أن يقول ما لا ينبغي أن يقول مما يسبب الفرقة والاختلاف والتباغض والتباعد، بل على الداعي إلى الله والمعلم والمرشد أن يتحرى الأساليب النافعة والرفق في كلمته حتى تقبل كلمته وحتى لا تتباعد القلوب عنه، كما قال الله – عز وجل – لنبيه – صلى الله عليه وسلم: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} (٢)، وقال – سبحانه – لموسى وهارون لما بعثهما إلى فرعون: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (٣)، والله يقول – سبحانه:


(١) «مجموع فتاوى ومقالات متنوعة» (٥/ ١٥٥).
(٢) سورة آل عمران الآية ١٥٩
(٣) سورة طه الآية ٤٤