للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو صرف لهم أي شيء من أنواع العبادة – كما يفعله القبوريون الآن عند القبور أو في أي مكان كما فعل إخوانهم الذين قال الله فيهم: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (١) فسمى ذلك شركا نزه نفسه عنه، ومن التوسل بالأشخاص ما يكون بدعة ووسيلة إلى الشرك وليس هو شركا في نفسه إذا اقتصر فيه المتوسل على جعل المتوسل به واسطة بينه وبين الله في قضاء حاجته دون أن يصرف له شيئا من أنواع العبادة؛ لأن الله سبحانه وتعالى أمر بدعائه مباشرة دون واسطة بيننا وبينه قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (٢) ولم يقل: ادعوني بواسطة أحد.

١٤ - ثم قال الرفاعي: وأقول: إن أمور الدنيا مثل أمور الآخرة، فأنا


(١) سورة يونس الآية ١٨
(٢) سورة غافر الآية ٦٠