للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنده أي عند الله تعالى.

إلا بإذنه في هذه الجملة إثبات الشفاعة، فبعد أن قال في أول الجملة {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ} (١) أثبت أن الشفاعة حاصلة وكائنة ولكن بعد إذن الله - تعالى - بذلك، فلولا ثبوتها لم يكن لذكر قوله إلا بإذنه فائدة.

فالحاصل أن الشفاعة كائنة بعد استئذان الله تعالى.

وتبين كذلك مما سبق عن الشفاعة أنها لا تطلب من النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا استقلالا، لا في حياته ولا بعد موته، إنما يطلب المؤمن من ربه – عز وجل – الشفاعة من النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: اللهم شفعه في، أو اللهم اجعلنا من شفعاء نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - والمراد من قوله بإذنه أي إعلامه. بأنه راض بذلك الأمر، وهي الشفاعة.


(١) سورة البقرة الآية ٢٥٥