للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومعاني التعظيم الثابتة لله وحده نوعان:

أحدهما: أنه موصوف بكل صفة كمال، وله من ذلك الكمال أكمله وأعظمه وأوسعه، فله العلم المحيط، وله القدرة النافذة، والكبرياء والعظمة، ومن عظمته أن السماوات والأرض في كف الرحمن أصغر من الخردلة. قال تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} (١).

ثانيها: من معاني عظمته تعالى أنه لا يستحق أحد من الخلق أن يعظم كما يعظم الله، فيستحق جل جلاله من عباده أن يعظموه بقلوبهم وألسنتهم وجوارحهم، وذلك ببذل الجهد في معرفته ومحبته، والذل له، والانكسار له، والخضوع لكبريائه، والخوف منه، وإعمال اللسان بالثناء عليه، وقيام الجوارح بشكره وعبوديته، ومن تعظيمه أن يتقى حق تقاته، فيطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر، ومن تعظيمه تعظيم ما حرمه وشرعه من زمان ومكان وأعمال.

{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} (٢)

و: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} (٣).

ومن تعظيمه أن لا يعترض على شيء مما خلقه أو شرعه. (٤).


(١) سورة الزمر الآية ٦٧
(٢) سورة الحج الآية ٣٢
(٣) سورة الحج الآية ٣٠
(٤) الحق الواضح المبين ٣/ ٢٢٥.