كتاب مجلة البحوث الإسلامية

الإيضاح والبيان لأعظم آية في القرآن (تفسير آية الكرسي) - الخاتمة - ج: 82 - ص: 137

ومنها غير ذلك، وهي:

انتفاء السنة والنوم لكمال قيوميته، والملك التام وانفراده به، إثبات العندية في قوله: عنده، وهذا يرد على الحلولية الذين يقولون: إن الله في كل مكان.

إثبات الإذن، وهو الأمر إلا بإذنه، فلا شفاعة إلا من بعد أن يأذن الله.

إثبات علم الله يعلم.

إثبات المشيئة {إِلَّا بِمَا شَاءَ} (١).

إثبات القدمين لوجود ما يوضع عليه القدمان كرسيه.

إثبات كمال علمه وحفظه {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} (٢).

الرب تعالى له العظمة بكل اعتبار وكل وجه بذاته، والمعطلة تنكر عظمة ذاته، ولا يثبتون إلا عظمة معنوية، لا يثبتون عظمة الذات كما يقولون مثل ذلك في العلو: إنه علو معنوي، لا أن ذاته عالية على كل المخلوقات، فليس عندهم عليا ولا عظيما إلا باعتبار معنوي فقط. (٣).

وبعد، فهذا جهد المقل، فإن أصبت فبفضل الله وكرمه، فله الحمد والمنة، وإن أخطأت فمن نفسي وتقصيري، أسأل الله أن يعفو عني

---

(١) سورة البقرة الآية ٢٥٥
(٢) سورة البقرة الآية ٢٥٥
(٣) الصواعق المرسلة ابن القيم ٤/ ١٣٧٤ - ١٣٧٥.