استواء يليق بجلاله وعظمته سبحانه وتعالى. ومن أقوالهم في ذلك ما أخرجه البخاري في صحيحه عن مجاهد، قال: استوى: علا على عرشه. وأخرج عن أبي العالية، قال: ارتفع.
وقال الأوزاعي: كنا - والتابعون متوافرون - نقول: إن الله تعالى ذكره فوق عرشه، ونؤمن بما وردت السنة به من صفاته جل وعلا (١).
وقال الإمام مالك: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.
قال الحافظ الذهبي: وهو قول أهل السنة قاطبة، أن كيفية الاستواء لا نعقلها بل نجهلها، وأن استواءه معلوم كما أخبر في كتابه، وأنه كما يليق به، لا نتعمق، ولا نتحذلق، ولا نخوض في لوازم ذلك نفيا ولا إثباتا، بل نسكت ونقف كما وقف السلف، ونعلم أنه لو كان له تأويل لبادر إلى بيانه الصحابة والتابعون، ولما وسعهم إقراره وإمراره والسكوت عنه. ونعلم يقينا مع ذلك أن الله جل جلاله لا مثيل له في صفاته، ولا في نزوله سبحانه
(١) أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص ٥١٥، وصحح إسناده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ص٤٣.