للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما القيد {يَوْمَئِذٍ} (١) فيمكن أن يقال: بأنه لا مفهوم له؛ لأن إثبات هذا العدد لحملة العرش في ذلك اليوم لا ينفيه عما سواه.

٢ - حديث العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ... ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهم وركبهم كما بين سماء إلى سماء، ثم على ظهورهم العرش (٢)» وهذا الحديث ضعيف.

الترجيح:

مما تقدم يتبين لنا أن حملة العرش يوم القيامة ثمانية من الملائكة، لقوله تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} (٣)، ولا معارض لظاهر الآية.

وأما في الدنيا فلم أجد ما ينص على عددهم، ففيه احتمالان:


(١) سورة الحاقة الآية ١٧
(٢) هذا الحديث مشهور بحديث الأوعال. أخرجه الإمام أحمد في مسنده ١/ ٢٠٦ - ٢٠٧. وأبو داود في سننه، كتاب السنة ٥/ ٩٣. والترمذي في سننه كتاب التفسير ٥/ ٤٢٥، وقال: حسن غريب. وابن ماجه في سننه المقدمة ١/ ٦٩، والحاكم ٢/ ٥٠١. وقال الذهبي في كتاب العرش ٢/ ٣٣: رواه أبو داود بإسناد حسن وفوق الحسن. ولكن مدار الحديث من جميع طرقه على عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس. قال عنه الذهبي: فيه جهالة. قال البخاري: لا يعرف له سماع من الأحنف بن قيس. ميزان الاعتدال ٢/ ٤٦٩. وقال ابن حجر: روي عن الأحنف بن قيس عن العباس حديث الأوعال، وفيه عن سماك بن حرب اختلاف. تهذيب التهذيب ٥/ ٣٤٤. والحديث أورده العقيلي في الضعفاء ٢/ ٢٨٤، وابن الجوزي في العلل المتناهية ١/ ٢٤ - ٢٥. وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود ص ٤٦٩، وانظر بيان ضعفه في حاشية المسند بإشراف د. عبد الله التركي ٣/ ٢٩٣ - ٢٩٤.
(٣) سورة الحاقة الآية ١٧