للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الشوكاني في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ} (١) الجملة مستأنفة مسوقة لتسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيان أن هذا الجنس من الملائكة الذين هم أعلى طبقاتهم يضمون إلى تسبيحهم لله والإيمان به الاستغفار للذين آمنوا بالله ورسوله وصدقوا.

والمراد بمن حول العرش: هم الملائكة الذين يطوفون به مهللين مكبرين (٢).

وهؤلاء الملائكة المذكورون في قوله تعالى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} (٣) ليسوا جميع الملائكة، بل هم فئة منهم، وكلها الله عز جل بأن تحف العرش وتحدق به، فهم بعض الملائكة وليسوا جميعهم؛ لأن من الملائكة من وكله الله تبارك وتعالى بحمل العرش في ذلك اليوم، كما قال تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} (٤) فهؤلاء ليسوا ممن يحدق بالعرش.

ولهذا عطفهم على حملة العرش في قوله: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ} (٥) والعطف يقتضي المغايرة، فحملة العرش لهم عمل، والذين من حول العرش لهم عمل، ولكنهم كلهم يستغفرون للمؤمنين، ويدعون لهم، ولمن صلح من آبائهم وأزواجهم، وبالمغفرة والوقاية من السيئات، ومن النار، وأن يدخلهم الجنة.


(١) سورة غافر الآية ٧
(٢) تفسير الشوكاني ٤/ ٤٦٤.
(٣) سورة الزمر الآية ٧٥
(٤) سورة الحاقة الآية ١٧
(٥) سورة غافر الآية ٧