وحقيقة لفظة السلام هي السلامة، والبراءة، والخلاص، والنجاة من الشرور والعيوب، وعلى هذا المعنى تدور تصاريفها.
فمن ذلك قولك: السلام عليكم، وسلمك الله، ومنه دعاء المؤمنين على الصراط: رب سلم سلم، فهو دعاء للمسلم عليه، وطلب له أن يسلم من الآفات والمهالك ومن الشر كله.
ومنه سلم الشيء لفلان، أي: خلص له وحده، قال تعالى:{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ}(١)، أي: خالصا له وحده، لا يملكه معه غيره.
ومنه القلب السليم، وهو النقي من الدغل والعيب، وحقيقته الذي قد سلم لله وحده، فخلص من دغل الشرك وغله، ودغل الذنوب والمخالفات، بل هو المستقيم على صدق حبه، وحسن معاملته، وهذا هو الذي ضمن له النجاة من عذابه والفوز بكرامته.
وهكذا الإسلام؛ فإنه من هذه المادة؛ لأنه الاستسلام والانقياد لله، والتخلص من شوائب الشرك، فسلم لربه وخلص له، كالعبد الذي سلم لمولاه، ليس فيه شركاء متشاكسون، ولهذا ضرب سبحانه هذين المثلين للمسلم الخالص لربه، وللمشرك به. .