للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يقل: ومن يبتغ غير الإسلام علما ومعرفة وتصديقا وإيمانا؛ فإن الإسلام من جنس الدين والعمل والطاعة والانقياد والخضوع، فمن ابتغى غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، والإيمان طمأنينة ويقين، أصله علم وتصديق ومعرفة، والدين تابع له، يقال: آمنت بالله، وأسلمت لله. (١).

والآية إنما تدل على وجوب الإسلام، وأنه دين الله، وأنه ليس له دين غيره، لكن ليس في هذا ما يدل على أنه هو الإيمان. (٢).

وأما قوله تعالى: {فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (٣) {فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (٤)، فإنه لا حجة فيه على الترادف بين الإسلام والإيمان (٥)؛ فإن (الله تعالى أخبر أنه أخرج من كان فيها مؤمنا، وأنه لم يجد إلا أهل بيت من المسلمين، وذلك أن امرأته في أهل البيت الموجودين، ولم تكن من المخرجين الذين نجوا، وكانت في الظاهر مع زوجها على


(١) انظر: الفتاوى ٧/ ٣٧٨، وسيأتي عند عرض القول الثالث تحقيق الفرق بينهما بإذن الله تعالى.
(٢) انظر: الفتاوى ٧/ ٣٦٨.
(٣) سورة الذاريات الآية ٣٥
(٤) سورة الذاريات الآية ٣٦
(٥) انظر: شرح الطحاوية ٢/ ٤٩٣.