للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأعمال الباطنة.

وهذا هو الذي ارتضاه طائفة من المحققين، منهم علماء الدعوة، وفي تقرير ذلك يقول الإمام البغوي في حديث سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام وجوابه، قال رحمه الله: (جعل النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام اسما لما ظهر من الأعمال، وجعل الإيمان اسما لما بطن من الاعتقاد.

وليس ذلك لأن الأعمال ليست من الإيمان، أو أن التصديق بالقلب ليس من الإسلام، بل ذلك تفصيل لجملة هي كلها شيء واحد، وجماعها الدين؛ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: «ذاك جبريل آتاكم يعلمكم أمر دينكم (١)»، والتصديق والعمل يتناولهما اسم الإيمان والإسلام جميعا، يدل عليه قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (٢)، وقوله تعالى: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (٣)، وقوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} (٤)، فأخبر سبحانه وتعالى أن الدين الذي رضيه، ويقبله من عباده، هو الإسلام، ولا يكون الدين في محل الرضا والقبول إلا


(١) رواه البخاري كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان ١/ ١٤٠ رقم ٥٠، ومسلم ١/ ٢٢٥ رقم ٨.
(٢) سورة آل عمران الآية ١٩
(٣) سورة المائدة الآية ٣
(٤) سورة آل عمران الآية ٨٥