ثالثا: أن الإيمان قول وعمل صنوان متلازمان، لا يفترقان، ولا ينفك أحدهما عن الآخر، فمن خالف في ذلك، فهو على غير هدي السلف.
رابعا: أن نقل بعض الخلاف في بعض مسائل الإيمان، كالقول بأن الإيمان هو الإسلام، أو منع القول بنقصان الإيمان، والخلاف في معنى نفى الإيمان عن مرتكبي بعض الذنوب، ونحو ذلك، فإن هذا كله لا يخرج المخالف عن دائرة السنة في الإيمان، ما دام قائلا بأصولها في كون العمل من الإيمان، وإن كان الواجب على المتأخر التزام ما عليه عامة أهل السنة في هذه المسائل، والتمسك بما استقرت عليه كلمة التحقيق.
خامسا: يلحظ الناظر فيما قرره علماء الدعوة رحمهم الله في باب الإيمان عنايتهم الفائقة بتحقيقات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ذلك، والذي هو إحياء لمذهب السلف في باب الإيمان، فكان صنيع علماء الدعوة في ذلك نشرا لمعتقد السلف، ونقضا لمقالة الخلف.