للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بإظهار الدعوة.

وكان قد أنزل عليه من قبل الأمر بالإنذار في قوله تعالى {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} (١) {قُمْ فَأَنْذِرْ} (٢)، فاستمر - صلى الله عليه وسلم – مبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله ثلاث سنين مستخفيا، قال ابن تيمية: " أول ما أنزل من القرآن {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} (٣) عند جماهير العلماء، وقد قيل: قوله تعالى {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} (٤) روي ذلك عن جابر، والأول أصح، فإن ما في حديث عائشة الذي في الصحيحين يبين أن أول ما نزل {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} (٥) نزلت عليه وهو في غار حراء , وأن المدثر نزلت بعد، وهذا هو الذي ينبغي، فإن قوله: {اقْرَأْ} (٦)؛ أمر بالقراءة لا بتبليغ الرسالة وبذلك صار نبيا، وقوله: {قُمْ فَأَنْذِرْ} (٧)؛ أمر بالإنذار وبذلك صار رسولا منذرا". وهذا الإنذار وما يتطلبه من أمور كان في طور الاستسرار بالدعوة حيث كانت الدعوة بعد البعثة قائمة سرا كما تقدم إلى أن أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - بالصدع بأمر الدعوة. قال ابن الجوزي: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستر النبوة ويدعو إلى الإسلام سرا .. فلما مضت من النبوة ثلاث سنين نزل قوله


(١) سورة المدثر الآية ١
(٢) سورة المدثر الآية ٢
(٣) سورة العلق الآية ١
(٤) سورة المدثر الآية ١
(٥) سورة العلق الآية ١
(٦) سورة العلق الآية ١
(٧) سورة المدثر الآية ٢