للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى ما خلقوا له من عبادة ربهم وحده لا شريك له، والعبادة أصلها عبادة القلب المستتبع للجوارح فإن القلب هو الملك والأعضاء جنوده. وهو المضغة التي إذا صلحت صلح لها سائر الجسد وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد. وإنما ذلك بعلمه وحاله كان هذا الأصل الذي هو عبادة الله: بمعرفته ومحبته: هو أصل الدعوة في القرآن (١).

(٢) العبادة (الصلاة): ومن أوائل ما نزل من الأحكام الأمر بالصلاة، قال ابن حجر: كان - صلى الله عليه وسلم - قبل الإسراء يصلي قطعا وكذلك أصحابه، ولكن اختلف: هل فرض شيء قبل الصلوات الخمس من الصلوات أم لا؟

فقيل: إن الفرض كانت صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها.

وذهب جماعة إلى أنه لم يكن قبل الإسراء صلاة مفروضة إلا ما كان وقع الأمر به من صلاة الليل من غير تحديد. قال ابن حجر: والذي يظهر لي - وبه تجتمع الأدلة السابقة - أن الصلوات فرضت ليلة الإسراء، كان هو وخديجة يصليان سرا (٢).

وقد ذكر ابن هشام أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه كانوا إذا حضرت الصلاة ذهبوا في الشعاب فاستخفوا بصلاتهم من قومهم وقد رأي أبو طالب النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليا يصليان مرة.

وكان سعيد بن زيد يقول: "استخفينا بالإسلام سنة، ما نصلي إلا في


(١) مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، ٢/ ٦
(٢) سيرة ابن إسحاق ٢/ ١١٧