للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مناخ بالغ القوة محكم الإغلاق وتحت نظام فاق جميع الأنظمة الاستبدادية التي عرفت في التاريخ الحديث. وتم سن قوانين تحرم على المسلمين الصلاة والصيام والحج والزكاة، ومنعت طباعة المصحف وأي كتاب ديني، وفرضت رقابة صارمة على تداول هذه الكتب وعلى منع ممارسة الشعائر الدينية.

كما أنشئت في المقابل مدارس لتعليم أطفال المسلمين أصول الإلحاد وسخرت الدولة عشرات الألوف من خبراء الإلحاد، وأصدرت ملايين النسخ من الكتب الإلحادية ومئات الصحف والمجلات والأفلام لمحاربة الإسلام وتشويه تاريخه واستطاعت الدولة الشيوعية أن تنشئ أجيالا من أبناء المسلمين لم يسمعوا كلمة طيبة عن الإسلام. وكان الشباب المسلم يعلم أن الإلحاد هو شرط الحصول على وظيفة، وهو شرط البقاء والترقي فيها وهو شرط الإفلات من اضطهاد جهاز المخابرات. فأصبحت الكثرة الغالبة من أبناء المسلمين الذين خلفهم الاتحاد السوفيتي يجهلون كل شيء عن دينهم، ومع ذلك فإن جهود السوفييت في نشر الإلحاد بين المسلمين على مدى خمسة وسبعين عاما لم تؤت ثمارها المطلوبة ولم تستطع تحقيق أهدافها كاملة في استئصال الإسلام من الاتحاد السوفيتي، وقد عبر المخططون والخبراء عن خيبة أمل كبيرة.

ولذلك سخرت الدولة مجموعة كبيرة من علماء الاجتماع والدراسات السكانية خلال الثمانينيات من القرن العشرين لدراسة هذه الظاهرة في