للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٢ - {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} (١).

١٣ - {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} (٢).

وفي الرسالة للشافعي - رحمه الله - تفاصيل في هذا الشأن (٣).

إذن فالسنة المطهرة هي مفتاح الكتاب، والنبراس الذي يهتدى به إلى كشف حقائقه، والوقوف على دقائقه.

ومنصب الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو التبليغ عن الله عز وجل والبيان لأوامره ونواهيه، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} (٤).

ومن ثم كانت السنة واجبة الاتباع، والمتمسك والعامل بها إنما يعمل بكتاب الله؛ قيل لمطرف بن عبد الله: لا تحدثونا إلا بالقرآن، فقال والله لا نبغي بالقرآن بدلا، ولكن نريد من هو أعلم منا بالقرآن.

وروى الأوزاعي عن حسان بن عطية قال: كان الوحي ينزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويحضره جبريل بالسنة التي تفسر ذلك (٥).

وقد أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - باتباع سنته في أحاديث كثيرة.

منها قوله - صلى الله عليه وسلم -: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي (٦)».

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى (٧)».


(١) سورة الأحزاب الآية ٣٦
(٢) سورة محمد الآية ٣٣
(٣) انظر: " الرسالة " ص ٤٣، ٤٦، ٤٧، ٤٩.
(٤) سورة المائدة الآية ٦٧
(٥) تاريخ الفقه الإسلامي: محمد علي السايس.
(٦) رواه الحاكم وابن عبد البر عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده انظر جامع بيان العلم: ٢/ ٢٤.
(٧) أخرجه البخاري والحاكم.