للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأدب، ولا يعبأ أحدهم بما حوله، ويجلسون عنده، وكأن على رءوسهم الطير.

فلا عجب إذن أن يستأذنوه، في شئون حياتهم كلها. فهو القائد، وهو المربي الذي غرس في نفوسهم الإيمان، والأخلاق الإسلامية الرفيعة.

وبما أنهم كانوا يستأذنونه في أمورهم، كبيرها، وصغيرها، وكان هذا الاستئذان متنوعا، كما سيظهر لنا ذلك، فإني سأكتفي بنماذج، من هذه الأنواع، فمن ذلك:

٥ - ما رواه الشيخان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه - واللفظ للبخاري - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من لكعب بن الأشرف؟ " فقال محمد بن مسلمة: أتحب أن أقتله؟ قال: نعم! قال: فأذن لي فأقول. قال: قد فعلت (١)».


(١) البخاري - مع الفتح - كتاب الجهاد - باب الفتك بأهل الحرب - ٦/ ١٦٠ حديث ٢٠٣٢. ومسلم - كتاب الجهاد والسير - باب قتل كعب بن الأشرف طاغوت اليهود - ٣/ ١٤٢٥ حديث رقم عام ١٨٠١. قلت: الحديث رواه البخاري في عدة مواضع، منها مطول، ومنها مختصر، واقتصرت على الرواية المختصرة، لأن فيها محل الشاهد. قلت: وكعب أبوه عربي من قبيلة طيئ، وأتى المدينة هاربا، إذ أصاب دما في الجاهلية، فحالف بني النضير، وتزوج عقيلة بنت أبي الحقيق اليهودية، فولدت له كعبا هذا، وكان يهوديا، لأن أمه يهودية.