للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسلمين، لأنه محمول على البداءة به، لا على من أجاب منتصرا، وقد كان لهذا الهجاء وقع كبير على المشركين، كما جاء في الحديث، الذي أخرجه الإمام مسلم: عن عائشة أنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اهجوا المشركين، فإنه أشد عليهم، من رشق بالنبل .. (١)» الحديث، ويعتبر الهجاء، من أنواع الجهاد، لذلك كان جبريل يؤيد حسان بن ثابت - كما جاء في الحديث المتقدم - قالت عائشة: «فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لحسان: إن روح القدس، لا يزال يؤيدك، ما نافحت عن الله ورسوله (٢)». وبما أن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، هو المشرع، كان الصحابة رضي الله عنهم، يستأذنونه، في العبادات فمن ذلك:

٩ - ما أخرجه البخاري بسنده عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: «استأذن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبيت بمكة، ليالي منى، من أجل سقايته، فأذن له (٣)».

كان العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - مسئولا عن السقاية، بعد موت أبيه، وبقيت في يده، حتى جاء الإسلام، فأقرها له - صلى الله عليه وسلم.


(١) كتاب فضائل الصحابة - باب فضل حسان بن ثابت - ٤/ ١٩٣٥ حديث رقم عام (٢٤٩٠)، والمراد بالرشق الرمي.
(٢) مسلم فضائل الصحابة (٢٤٩٠)، الترمذي الأدب (٢٨٤٦)، أبو داود الأدب (٥٠١٥)، أحمد (٦/ ٧٢).
(٣) كتاب الحج - باب سقاية الحاج: ٣/ ٤٩٠ حديث ١٦٣٤.