للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأن الموضع كان بيتها، وكان لها فيه حق، وكان لها أن تؤثر به على نفسها، فآثرت عمر " (١).

ومن الأمور التي يستأذن فيها - الجلوس بين شخصين؛ لأنه لا يجوز أن يفرق بين اثنين، إلا بإذنهما.

١٩ - عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يحل للرجل أن يفرق بين اثنين، إلا بإذنهما (٢)».

وسبب هذا النهي: هو لكي لا يضيق عليهما، حسا، أو معنى، فقد يكون المكان ضيقا، فيأتي هذا القادم، ليجلس بينهما، وفي هذا مضايقة واضحة، أو يكون بينهما حديث، لا يريدان أن يسمع حديثهما أحد، ثم يأتي هذا القادم، ليقطع بينهما حديثهما. أما إذا كان بينهما، فرجة واسعة، أو كان المكان ضيقا، لكن أذنا له، فحينئذ يجوز له (٣).

قلت: ومثل ذلك إذا كانوا ثلاثة، فلا يتناجى اثنان دون إذن الثالث.

ومن الأمور التي يجب فيها الاستئذان أخذ شيء من مال الغير، حتى لو كان شيئا قليلا، كحلب الشاة، وأخذ الحليب منها.

٢٠ - عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يحلبن


(١) فتح الباري: ٣/ ٢٥٨
(٢) أخرجه الترمذي - كتاب الأدب - باب ما جاء في كراهية الجلوس بين الرجلين بغير إذنهما - ٥/ ٨٩ حديث ٢٧٥٢، وقال عنه: حديث حسن صحيح. وأبو داود - كتاب الأدب - باب في الرجل يجلس بين الرجلين بغير إذنهما - ٤/ ٢٦٥ حديث ٤٨٤٤ و ٤٨٤٥.
(٣) انظر: بذل المجهود ١٩/ ٩٢